غوّاصة البحث عن زورق الموت في طرابلس

غوّاصة البحث عن زورق الموت في طرابلس

بعد تأخّر لأسباب لوجستية وإجرائية بحت وصلت الغواصة الهندية، التي ستعمل على سحب مركب الموت في طرابلس إلى مرفأ المدينة، بواسطة الجيش اللبناني.

أربعة أشهر مرّت على حادثة غرق مركب الموت، التعاطي الرسمي مع القضية كان خجولاً إلى درجة الخذلان، في حين كان لمسعى اللواء أشرف ريفي وحراكه في هذا المجال الأثر الأكبر. فالغواصة تأتي بعد مساعٍ مضنية منه ويمكن القول إنه وعد ووفى في هذا الصدد. صحيحٌ أن لا شيء يعوّض الأهالي ما خسروه، لكنّ وجود مسؤول إلى جانب الناس يشعرهم أنه يتحسس معاناتهم في هذه الأيام، أمرٌ غاية في الأهمية والتقدير. وبحسب المعلومات فإن المركب قد يكون غرق على عمق 470 متراً وتتضارب المعلومات بالتالي عن إمكانية أن تكون الجثث قد تحللت بالكامل وهي في البحر بعد كل هذه المدّة، ومدى بقاء هيكل الزورق على حاله، لا سيما وإخراجه من قعر البحر سيساعد في ملف التحقيق ومعرفة الطريقة التي حصلت فيها حادثة الغرق هذه.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن قضية زورق الموت منسيّة في أذهان المسؤولين ولم تكن على جدول اهتماماتهم في الأصل، لولا مبادرة النائب ريفي التي أبقتها في إطار البحث حتى وصول هذه الغواصة. أما عن العقبات التي كانت تعترض وصولها فكان ريفي قد كشف عنها في تصريحات سابقة وأهمها تغطية كلفة التأمين على الباخرة، وقد تم تذليلها عبر منظمة إنسانية أسترالية غالبية أعضائها من اللبنانيين، وتغطية التكاليف العامة للعمل، وهنا يبرز دور جمال ريفي رجل الأعمال وشقيق اللواء ريفي في المساهمة أيضاً.

ومن المفترض أن تباشر الغواصة عملها فور تجهيزها في مرفأ طرابلس، والعقد الموقّع معها يمتدّ لأسبوع، ويتوقع أن تحقق النتائج المطلوبة في مهلة أقل. ومع الغواصة هناك فرق إنقاذ وإغاثة من بلدان عدة، فإضافة إلى جمعية أسترالية مولجة تسليم أموال التبرعات إلى ذوي الضحايا، هناك فريقان أحدهما ألماني، بالإضافة إلى مؤازرة عناصر من مغاوير البحر في الجيش اللبناني، على أن يتم إنزالها في الموقع المحدّد، وربطها برافعة تغطس على عمق 50 متراً.

قد لا تنهي هذه الغواصة مأساة حجمها من حجم عذابات الناس لكنها في المقابل ضرورية جداً لاعتبارات عدة في مقدّمها إكرام الأموات بدفنهم وإكرام الأحياء بالوقوف مع معاناتهم، ومن الواجب أن يقترن هذا العمل مع صدور نتائج التحقيقات في القضية؛ وبكل شفافية ومسؤولية.

نداء الوطن